عطسة البشير
صفحة 1 من اصل 1
عطسة البشير
[color=darkblue]السلام عليكم
في تمام الســاعة الثانية وعشر دقائق حسب التوقيت المحلّي ، عَطَسَ ســيادة الرئيس المُفدّى ، حفظه الله ذخراً للأمــة العربية !! . وكانت عَــطـســةً تاريخية تضاف إلى مآثره التي لا تُحصى !! . أليس هو من يفعل ما يشاء ، متى شاء، وأنى يشاء !!
أليس هو من يحكم بغير ما أنزل الله !!
أليس هو القائم على مهرجانات العري والدعارة في البلد !!
وقد رصَــدَت أجهزة الإعلام عَطســةَ سيادته بعد تناوله طعام الغداء مباشرةً ، فقطعت جميع أقنية التلفزيون برامجها ، لتزُفَّ إلى الجماهير هذا النبأ الهام ، الذي سيكون له ما بعده ، وستكون له آثاره على شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ، وعلى حركات التحرر الوطني في جميع أصقاع الأرض .
أكَّــدّ رئيس الوزراء ، وهو يُذيع النبأ شخصياً بصوت مُتهدّج ، أن عطسة سيادة الرئيس ، ليست حَدَثاً عابراً ولا منعزلاً ولا عَرَضيًا في هذه الظروف التاريخية التي تمرّ بها الأمة ، بل إنها تندمج في السياق التاريخي لحركة التحرر الوطني ، وستكون لها آثارُها على المسيرة السلمية ، وعلى الوضع السياسي في واشنطن وتل أبيب ومقديشيو والنجف وكابول وبغداد وبوركينا فاسو أيضاً .
فور إعلان نبأ العطســـة ، خرجت الجماهير إلى الشوارع في مسيراتٍ شـــعبية عفوية ، تحمل صُوَرَ الرئيس العاطس واللافتات ، وتؤكد ولاءها له ولأبنائه وأحفاده من بعده نزولاً على عمود النسب ، وتطالب بدراســـة الأبعاد الحضــارية لهذه العطســة التي قلّما يجود الزمان بها .
تحركــت المســـيرة تضم جموع المواطنين ، المُتلهفين لمعرفة ما سينتج عن عطسة سيادته ، وكان على رأس المسيرة مفشي سر الجمهوريـــة - علي كفتة !! - ، وقف ســماحة المفتي وألقى كلمة في الجماهير التي اشرأبّت منها الأعناق ، قال بعد أن حمـــد الله وأثنى عليه :
كان عليه الصلاة والسلام ، يحبّ العُطاس ، ويكـــره التثاؤب ، ولذلك فإن رئيســنا حرَسَــــهُ الله من عين كل حاسد ، عندما عَطَسَ ، فإنما عَطَسَ عن إيمان بالله وملائكته ورُسُله ، وهو لم يتثاءب في حياته مرة واحدة، ولو تثاءب لعلمنا بذلك فوراً من وسائل الإعلام التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة من تصرفات سيادته التاريخية الحكيمة ، إلا وتحصيها لتكون ذخراً للأجيال الصاعدة . وأنى له أن يتثاءب، وهو مشغولٌ ليلاً نهاراً بالسهر على مصالح الشعب ؟
وقام السيد وزير الإعلام، فألقى في هذه المناسبة قصـــيدة عصــماء مطلعها :
عَطَســــتَ فلم تترُك لغيرٍكَ عطســـة كأنك في أنف الردى، وهو عاطـــسُ
وتعالت هتافات الجماهير :
ـ بالروح... بالدم... نفدي مَعطٍــــسَ الرئيس !
والمَعطِس كما جاء في لسان العرب ، هو الأنف ، وقد عبَّرَت الجماهير عن ولائها لسيادة الرئيس العاطس ، من خلال تقديرها لأنفه الكريم ، وتثمين عطسته التي لم تسبقها عطسة ســامية منذ قرون .
وســـارعت غرفة التجارة والصــــناعة ، فأرسلت برقيــة إلى سيادة الرئيس هذا نصها :
عطسة سيادتكم ، فرصــة تاريخية لكي نعرب لكم عن تأييدنا وتجديد البيعة ، واسمحوا لنا يا سيادة الرئيس ، أن نقول لكم ( يرحمكمُ الله) ســـيروا على بركة الله ونحن من ورائكم .
في اليوم التالي ، خرجت الصحف تحمل هذه المانشيتات بالخط العريض:
ـ عواصم العالم تُبدي ارتياحها لعطســـة سيادة الرئيس المناضل .
ـ مجلس الأمن يعقد اجتماعاً استثنائياً لبحث الآثار المترتبة على عطســة سيادة الرئيس.
ـ الرئيس الموريتاني يتصل بسيادة الرئيس هاتفياً بعد العطســة بربع ساعة ، ويقول له يرحمكم الله .
ـ المؤتمر البرلماني الدولي يقطع جلساته لبحث عطسة الرئيس .
وخصص رئيس تحرير جريدة ( العطاسون) مقاله الإفتتاحي لهذه العطسة ، جاء في المقال :
ـ إذا كانت عطســة مدير عام لدائرة حكومية ، أوحت للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف بقصته الخالدة ( العطســـة ) فإن عطسة رئيسنا الغالي ، تشكل منعطفاً تاريخياً في سياسة الشرق الأوسط ، وستترتب عليها بإذن الله ، نتائج تمس حياة المواطن ، وتلهم ملايين جديدة من شعوب الأمة العربية للنضال بنجاح ضد الإستعمار والصهيونية .
وانعقدت جلســة عاجلة لاتحاد الكتاب والأدباء والفنانين ، وقررت الإعلان عن مســـابقة ، لأفضل دراســة وأفضل قصــة وأفضل رواية وأجمل قصيدة عن عطسة الرئيس .
ولم تتأخر إدارة حصر التبغ والتنباك عن الركب .
أما أمانـــة العاصمة ، فقد دعت إلى اجتماع للمجلس البلدي ، وتم اتخاذ قرار بإطلاق إسم ( شـــارع العطســــة ) على أهم وأرقى شارع في المدينة .
وسارعت شركات الفيديو إلى توزيع ألبوم تبارى فيه المطربون الساقطون ، تحت عنوان :
يا عَطســــة في خيالي !
وأخيراً عقد مجلس الشعب جلسة ، اتخذ فيها تشريعاً باستحداث وزارة دولة لشـــؤون العطاس الرئاسي، واعتبار يوم عطســـة سيادته عيداً قومياً .
...فاعطسوا يرحمنا ويرحمكم الله .
[/color]
في تمام الســاعة الثانية وعشر دقائق حسب التوقيت المحلّي ، عَطَسَ ســيادة الرئيس المُفدّى ، حفظه الله ذخراً للأمــة العربية !! . وكانت عَــطـســةً تاريخية تضاف إلى مآثره التي لا تُحصى !! . أليس هو من يفعل ما يشاء ، متى شاء، وأنى يشاء !!
أليس هو من يحكم بغير ما أنزل الله !!
أليس هو القائم على مهرجانات العري والدعارة في البلد !!
وقد رصَــدَت أجهزة الإعلام عَطســةَ سيادته بعد تناوله طعام الغداء مباشرةً ، فقطعت جميع أقنية التلفزيون برامجها ، لتزُفَّ إلى الجماهير هذا النبأ الهام ، الذي سيكون له ما بعده ، وستكون له آثاره على شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ، وعلى حركات التحرر الوطني في جميع أصقاع الأرض .
أكَّــدّ رئيس الوزراء ، وهو يُذيع النبأ شخصياً بصوت مُتهدّج ، أن عطسة سيادة الرئيس ، ليست حَدَثاً عابراً ولا منعزلاً ولا عَرَضيًا في هذه الظروف التاريخية التي تمرّ بها الأمة ، بل إنها تندمج في السياق التاريخي لحركة التحرر الوطني ، وستكون لها آثارُها على المسيرة السلمية ، وعلى الوضع السياسي في واشنطن وتل أبيب ومقديشيو والنجف وكابول وبغداد وبوركينا فاسو أيضاً .
فور إعلان نبأ العطســـة ، خرجت الجماهير إلى الشوارع في مسيراتٍ شـــعبية عفوية ، تحمل صُوَرَ الرئيس العاطس واللافتات ، وتؤكد ولاءها له ولأبنائه وأحفاده من بعده نزولاً على عمود النسب ، وتطالب بدراســـة الأبعاد الحضــارية لهذه العطســة التي قلّما يجود الزمان بها .
تحركــت المســـيرة تضم جموع المواطنين ، المُتلهفين لمعرفة ما سينتج عن عطسة سيادته ، وكان على رأس المسيرة مفشي سر الجمهوريـــة - علي كفتة !! - ، وقف ســماحة المفتي وألقى كلمة في الجماهير التي اشرأبّت منها الأعناق ، قال بعد أن حمـــد الله وأثنى عليه :
كان عليه الصلاة والسلام ، يحبّ العُطاس ، ويكـــره التثاؤب ، ولذلك فإن رئيســنا حرَسَــــهُ الله من عين كل حاسد ، عندما عَطَسَ ، فإنما عَطَسَ عن إيمان بالله وملائكته ورُسُله ، وهو لم يتثاءب في حياته مرة واحدة، ولو تثاءب لعلمنا بذلك فوراً من وسائل الإعلام التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة من تصرفات سيادته التاريخية الحكيمة ، إلا وتحصيها لتكون ذخراً للأجيال الصاعدة . وأنى له أن يتثاءب، وهو مشغولٌ ليلاً نهاراً بالسهر على مصالح الشعب ؟
وقام السيد وزير الإعلام، فألقى في هذه المناسبة قصـــيدة عصــماء مطلعها :
عَطَســــتَ فلم تترُك لغيرٍكَ عطســـة كأنك في أنف الردى، وهو عاطـــسُ
وتعالت هتافات الجماهير :
ـ بالروح... بالدم... نفدي مَعطٍــــسَ الرئيس !
والمَعطِس كما جاء في لسان العرب ، هو الأنف ، وقد عبَّرَت الجماهير عن ولائها لسيادة الرئيس العاطس ، من خلال تقديرها لأنفه الكريم ، وتثمين عطسته التي لم تسبقها عطسة ســامية منذ قرون .
وســـارعت غرفة التجارة والصــــناعة ، فأرسلت برقيــة إلى سيادة الرئيس هذا نصها :
عطسة سيادتكم ، فرصــة تاريخية لكي نعرب لكم عن تأييدنا وتجديد البيعة ، واسمحوا لنا يا سيادة الرئيس ، أن نقول لكم ( يرحمكمُ الله) ســـيروا على بركة الله ونحن من ورائكم .
في اليوم التالي ، خرجت الصحف تحمل هذه المانشيتات بالخط العريض:
ـ عواصم العالم تُبدي ارتياحها لعطســـة سيادة الرئيس المناضل .
ـ مجلس الأمن يعقد اجتماعاً استثنائياً لبحث الآثار المترتبة على عطســة سيادة الرئيس.
ـ الرئيس الموريتاني يتصل بسيادة الرئيس هاتفياً بعد العطســة بربع ساعة ، ويقول له يرحمكم الله .
ـ المؤتمر البرلماني الدولي يقطع جلساته لبحث عطسة الرئيس .
وخصص رئيس تحرير جريدة ( العطاسون) مقاله الإفتتاحي لهذه العطسة ، جاء في المقال :
ـ إذا كانت عطســة مدير عام لدائرة حكومية ، أوحت للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف بقصته الخالدة ( العطســـة ) فإن عطسة رئيسنا الغالي ، تشكل منعطفاً تاريخياً في سياسة الشرق الأوسط ، وستترتب عليها بإذن الله ، نتائج تمس حياة المواطن ، وتلهم ملايين جديدة من شعوب الأمة العربية للنضال بنجاح ضد الإستعمار والصهيونية .
وانعقدت جلســة عاجلة لاتحاد الكتاب والأدباء والفنانين ، وقررت الإعلان عن مســـابقة ، لأفضل دراســة وأفضل قصــة وأفضل رواية وأجمل قصيدة عن عطسة الرئيس .
ولم تتأخر إدارة حصر التبغ والتنباك عن الركب .
أما أمانـــة العاصمة ، فقد دعت إلى اجتماع للمجلس البلدي ، وتم اتخاذ قرار بإطلاق إسم ( شـــارع العطســــة ) على أهم وأرقى شارع في المدينة .
وسارعت شركات الفيديو إلى توزيع ألبوم تبارى فيه المطربون الساقطون ، تحت عنوان :
يا عَطســــة في خيالي !
وأخيراً عقد مجلس الشعب جلسة ، اتخذ فيها تشريعاً باستحداث وزارة دولة لشـــؤون العطاس الرئاسي، واعتبار يوم عطســـة سيادته عيداً قومياً .
...فاعطسوا يرحمنا ويرحمكم الله .
[/color]
البرنــــــــــس- .
- 74
29/07/2009
صنعاء
المزاج : زهجااااااااااااان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى