جراب الحاوي وخداع الاحزاب الجامعيه

جراب الحاوي وخداع الاحزاب الجامعية

تصور معى هذا المشهد من سيناريو الواقع .. فى الكافتيريا تجد ثلاثة طلاب من أحزاب مختلفه يتبادلون الشتائم ، فأحدهم تسمعه يقول للآخر وبدارجيه تصم الآذان (إنتا ما بتقدر تدخل حتى جامعة سنار ) فيرد عليه الآخر : (والله أنا أدخلها وأدخل بيتكم أقعد أشرب شاى وأديك كف قدام أمك ياكلب ) .. فتأمل وبسمل ثم حوقل . فهل هذا مستوى طالب جامعى يفترض فيه أن تؤول إليه يوماً مقاليد المسؤوليه سواء على المستوى الشخصى أو العام وهنا العام لا ينفصل عن الخاص بأى حال .
فى كل العالم هنالك إهتمام كبير بطالب الجامعه بإعتباره رأس الرمح فى الغد . فى مصر (القريبه دى) أخطأ وزير التعليم وتحدث بالدارجيه فقامت قيامة الصحافه المصريه ولم تقعد إذ إستنكرت على الوزير مخاطبة طلاب جامعيين بالدارجى وهكذا فالتربيه (تبدأ من فوق ) أعنى هنا قيادات أحزابنا التى تدمن التهاتر السياسى وجعجعة المنابر .
إن الأحزاب الجامعيه تخدع الطلاب بكثير من الجعجعه وبقليل من مبردات المياه المستعمله .. لو أنك حضرت أيّاً من أركان النقاش التى تنعقد فى الجامعات فسيصيبك الغثيان ليس فقط للمستوى الفكرى إنما لهذا الجزل الذى يعلو وجوه الطلاب الذين يحضرون هذه الأركان وهم يستكتعون بالشتائم (والمنابيز ) إنّهم يخدعون وينخدعون وبات الخداع كأنّه شعار الطلاب ، فمن نصدِّق الحاوى أم ما بداخل الجراب ؟؟؟!!!
عندما كنا طلاباً فى مرحلة الأساس كان يتملكنا إحساس بالغبطه عندما يأتون لنا بالحاوى ، كنا كأطفال نندهش ونفغر أفواهنا عندما يخرج من جرابه البسكويت والأرانب والورود . ثم كبرنا فأدركنا أنه محض خداع .فقد كان الحاوى يهدف للتسليه والمرح لذا يستخدم الخداع لأننا وبعقول بسيطه نصدق ما نراه أمامنا ولكن هل ينطبق (شغل) الحاوى مع خداع الأحزاب الجامعيه ؟؟!!!
هل صحيح أن الطلاب (برالمه وسناير) ينخدعون بترهات تطلقها تلك الأحزاب الجامعيه ؟ إنها ترهات ليس إلا مادامت هى أقوال بلا أفعال ..
أخيراً جداً من يتحمّل مسؤولية التربيه السياسيه القويمه لهؤلاء الذين صاروا مثل الببغاوات يهرفون بما لا يعرفون .